نواصل معكم ثاني حلقات "منتدى ريمكسدقيقة بدقيقة مع الأهلي في جاروا"، وكنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند الأمر الذي كان مصدر قلق جماهير الأهلي قبل بداية اللقاء بثواني قليلة.
فبينما كانت الجماهير تستعد لبداية اللقاء، فوجئت الجماهير الحمراء بأن الإستاد خصص "مغني" من اجل الغناء طيلة المباراة بجوار جماهير الأهلي تماما، الأمر الذي جعل الأخيرة تشعر بأنها لن تكون قادرة علي مساندة الفريق تشجيعيا خلال اللقاء حيث أن السماعات كان قد تم وضعها بجوار مدرج الجماهير المصرية.
الطريف أن المطرب الكاميروني ظل يكرر ويعيد جملة واحدة فقط طيلة "وصلته الغنائية" وهي "Allez le Cotton" أي " هيا يا قطن"، ولم تتغير هذه الجملة طوال الـ90 دقيقة وحتى عندما أحرز الأهلي سواء هدفه الأول او الثاني، كان المغني يستمر في غنائه دون أي كلل او ملل.
نعود لأحداث اللقاء والتي قررت أن انقلها لكم من خلال منظور الجماهير، في البداية لم يعلق أحدا علي التشكيل الذي بدأ به مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي اللقاء حيث انه كان متوقعا تماما.
مع انطلاق صافرة المباراة، أشعلت الجماهير الأهلاوية "الشماريخ" أو "الألعاب النارية" في تكرار لما فعلته في القاهرة، ولم يعترض الأمن الكاميروني علي ذلك وطلب فقط أن يتم وضع "أنبوب" الألعاب النارية علي الأرض عقب انتهائها في لفتة نالت استحسان كل الجماهير الحمراء الموجودة في الملعب.
البداية الحمراء في المدرجات واجهها بداية خضراء تماما للقطن في الملعب الأمر الذي جعل جماهير الأهلي تدرك انها بصدد مشاهدة مباراة ليست سهلة علي الإطلاق لفريقها.
بمرور الدقائق بدأت الجماهير تعلق علي أداء لاعبيها واعترض الكثير منهم علي الكرات المقطوعة العديدة من لاعبي الأهلي طوال الـ30 دقيقة الأولي مما جعل القطن يستحوذ علي منتصف الملعب تماما.
وقال هشام الفقي احد الجماهير المصرية الحاضرة للقاء حينها " تمريرات الاهلي مقطوعة كثيرا، ولن نتمكن من بناء هجمة صحيحة واحدة اذا استمرينا علي مثل هذا المنوال."
وبينما كان هشام يتحدث تقطع تمريرة اخري من لاعبي الاهلي ويعلق ضاحكا " اهو حتي .. شوف ديه."
وجاءت الدقيقة 33 لتحمل اول " خضة" لجماهير الأهلي عندما ارتقي اوسمايلا بابا عاليا داخل منطقة الـ6 ياردات وكان علي وشك إحراز هدف مؤكد لأصحاب الأرض ولكن رأسيته ذهبت بجوار القائم، الأمر الذي تسبب في حدوث أزمة لدي احد الحاضرين وهو الدكتور الصيدلي احمد سمير والذي نابته ازمة في التنفس بعد هذه الهجمة.
وبعد ان استعاد توازنه، يقول سمير " لو قبلنا هدفا في هذا الشوط، ستصبح المباراة اكثر من صعبة في الشوط الثاني. والحمد لله ان الكرة ذهبت خارج المرمي."
بعد الهجمة الكاميرونية الخطيرة، يبدأ الاهلي في الاستحواذ علي الكرة بشكل جيد حتى يتحصل علي ضربة ركنية في الدقيقة 38، ومن أول هجمة منظمة له يمرر جيلبرتو الكرة إلي محمد ابوتريكة الذي يمررها عرضية بدوره إلي احمد حسن الذي يقابلها بلمسة رائعة داخل المرمي .... وفرحة هستيرية في مدرج الجماهير الحمراء.
شاهد هدف الأهلي الأول لأحمد حسن
الشماريخ الحمراء تعود للاشتعال مجددا وسط هتافات حماسية لاقصي درجة من الجماهير احساسا منها ان المباراة انتهت بنسبة 99% حيث كان يتحتم علي القطن احراز 4 اهداف للتفوق علي نتيجة مباراة الذهاب (2-0).
وبينما كانت الجماهير تنتظر ان يطلق الجزائري جمال حيمودي صافرة نهاية الشوط الاول بتقدم فريقها، جاء لاسانا عبدالكريم ليشعل جماهير القطن الصامتة من الدقيقة 38 باحرازه هدف التعادل من تصويبة صاروخية مزقت شباك امير عبدالحميد.
العديد من جماهير الاهلي تصور ان الكرة مرة بجوار القائم ولم تدخل المرمي ولكن اشارة حيمودي بيده الي منتصف الملعب جعلهم يتأكدوا ان الكرة احتسبت هدفا.
لم يفسد هدف التعادل الكاميروني ثقة جماهير الأهلي في قدرة فريقها علي إحراز اللقب حيث مازال أصحاب الأرض يحتاجون 3 أهداف أخري في الشوط الثاني لكي يحرموا الأهلي من ذلك.
ولكن هذه الثقة بدأت في الانخفاض مع الهجوم الضاري الذي شنه القطن مع بداية الشوط الثاني، سيل من الهجمات من كل جانب علي مرمي أمير عبدالحميد وسط بطء غير مبرر من دفاع الأهلي الذي ظهر في أسوأ شكل له في بداية هذا الشوط.
" هدف القطن الثاني قادم لا محالة"، جملة قالها العديد من الجماهير الحمراء في هذا التوقيت من الشوط وبالفعل صدقت توقعاتهم في الدقيقة 63 عندما أحرز اوسمايلا بابا الهدف الثاني من ضربة رأسية أخري. انفجر القلق داخل نفوس الجماهير الحمراء حيث ان دخول الهدف الثالث من شأنه ان يشعل المباراة تماما ويجعل حلم الوصول الي اليابان ينتهي تماما في حال دخول الهدف الرابع.
عاشت الجماهير الحمراء دقائق عصيبة للغاية وبالاخص في الدقيقة 69 عندما وضع داودا كاميلو الكرة برأسه فوق عارضة امير في لقطة كادت ان تنخلع قلوب المشجعين معها.
بمرور الدقائق الاخيرة وبنزول البديل احمد فتحي بالاخص بدات الطمانينة تعود للجماهير حيث ان الوقت يمضي ومازال القطن يحتاج لـ3 اهداف كاملة.
وبينما كان الجميع يمنون أنفسهم بإضاعة المزيد من الوقت، انطلق محمد بركات بالكرة من الجهة اليمني في الدقيقة 88 لتتم عرقلته داخل منطقة الجزاء ويطلق حيمودي صافرته معلنا ركلة جزاء للأهلي وسط فرحة عارمة لجماهير الاهلي.
ويجزم الجميع في المدرج ان هذه الركلة تعتبر تعويض لبركات عن الضربة التي لم تحتسب لصالحه أمام النجم الساحلي التونسي في ذهاب نهائي بطولة 2007.
ويتمكن شادي محمد من تسجيل الركلة ليتأكد الجميع من حجز الأهلي لتذكرة السفر إلي اليابان للمرة الثالثة في تاريخه.