مراسلات إلى رئاسة الوزراء واجتماع بين رئيس اتحاد الكرة ورئيس المجلس القومي للرياضة والمطالبة بتدخل رئيس الجمهورية لحل "كبوة" الزمالك دون مناقشة علمية واحدة لوضع حل للأزمة المستمرة منذ فترة.
يعاني الوسط الرياضي المصري من حالة تخبط شديد في الفترة الأخيرة بعد سلسلة النتائج السلبية التي يقدمها الزمالك "العريق" وتراجع نتائجه وترتيبه حتى أصبح مهددا بالهبوط للمرة الأولى في تاريخه.
ووسط تلك الأحداث الساخنة يخرج علينا عدد من المنتفعين للمتاجرة بمشاعر الجماهير البيضاء وتحويل الأمر من مجرد مشكلة رياضية إلا أزمة وطنية يجب أن يتدخل السياسيين لحلها وهو مالا يحدث سوى في مصر.
فكم فريقا عريقا تعرض لكبوات على مدار تاريخه على رأسها يوفنتوس الإيطالي الذي هبط للدرجة الثانية ومواطنيه فيورنتينا ولاتسيو بالإضافة إلى برشلونة وفالنسيا كونهما كانا قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للقسم الثاني كما حدث أيضا مع باريس سان جيرمان الفرنسي ونيو كاسل الإنجليزي.
ولم نسمع يوما مطالبة من تلك الفرق أو جماهيرها بضرورة تدخل المسؤولين في تلك البلاد لإنقاذ الفريق من الهبوط بحجة أنه "عريق" ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة قد تؤثر نفسيتهم الحزينة على مستقبل البلاد.
فيجب ألا نخلط بين كرة القدم كرياضة تتنافس فيها الأندية والجماهير وبين النظام السياسي للبلد وكيفية استقراره لأن هذا يعد نوعا من "التأخر".
خاصة أن استجابة المسؤولين لتلك الطلبات وتدخلهم في الأمر قد يفتح الباب أمام الأندية الجماهيرية في الإسكندرية وبورسعيد وباقي المحافظات للمطالبة بنفس المعاملة في حالة تعرض فرقهم لنفس الموقف وستكون حجتهم أن هبوط الفريق قد يؤدي إلى اضطراب البلاد سياسيا.
فالأمر أيها السادة لا يتعدى أزمة كروية قد يتعرض لها أي ناد في العالم، وإما أن يتغلب عليها ويعود إلى سابق عهده كما فعل برشلونة ويوفنتوس أو يذهب إلى طي النسيان كما حدث مع إيفرتون وبلاكبرن وحتى الترسانة.
في الوقت الذي نسى فيه هؤلاء أن الأربعة أعوام الأخيرة شهدت أبرز إنجازات الكرة المصرية على مدار تاريخها، وهم السنوات التي يعرف الجميع أنهم سنوات الزمالك "العجاف"، فما هو مبرر إدعاءات سقوط الكرة المصرية بدون الزمالك.
وإذا كان أهل الرياضة يستندون على أن الكرة المصرية ستتأثر سلبا بهبوط مستوى الزمالك فهذا الأمر عار تماما عن الصحة ولا يقال سوى لكسب ود ومشاعر الجماهير البيضاء.
فقد ظل متابعي الكرة المصرية طوال الـ20 عاما الأخيرة يندبون سوء مستوى الدوري بحجة عدم وجود سوى فريقين فقط قادرين على المنافسة على اللقب، وتمنوا لو يأتي يوما تدخل فيه فرقا أخرى هذا السباق.
وعندما دخلت فرق البترول والقوات المسلحة المنافسة وأبعدوا الزمالك "المتخبط" تطوروا وحصلوا على كأس مصر، لم يرضى المتابعون بالأمر مؤكدين أن الزمالك يجب أن يعود لأن الكرة المصرية "بقطبين".
في الوقت الذي نسى فيه هؤلاء أن الأربعة أعوام الأخيرة شهدت أبرز إنجازات الكرة المصرية على مدار تاريخها، وهم السنوات التي يعرف الجميع أنهم سنوات الزمالك "العجاف"، فما هو مبرر إدعاءات سقوط الكرة المصرية بدون الزمالك.
فمع احترامي للزمالك وجماهيره الكبيرة إلا أنني أرى أنهم وحدهم القادرين على عودة ناديهم دون مساعدة فضائية أو سياسية ودون انتظار يد العون من المنتفعين وأصحاب المصالح الذين كانوا السبب الأول في حال النادي في الفترة الأخيرة.
فجماهير الزمالك الوفية تعلم الآن أنه لا سبيل سوى مصارحة النفس دون تضليل، وهي القادرة على صناعة رمز للنادي تسترشد به للخروج من النفق المظلم الذي دفعهم فيه من يتفنون في التصريحات الوردية والوعود البراقة دون العمل الجاد والمخلص لصالح القميص الأبيض.