لم ينجح الرقم القياسي من الاموال الذي انفقته الاندية الانجليزية وبالتحديد مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير في اخفاء اثار ازمة الائتمان العالمية على سوق الانتقالات الشتوية في كرة القدم في يناير المنصرم.
وانفقت اندية الدوري الانجليزي الممتاز نحو 160 مليون جنيه استرليني (227.7 مليون دولار) في سوق الانتقالات الشتوية وهو ما يزيد بنحو ستة بالمئة على ما انفقته الاندية في يناير 2008. وكان اكبر المنفقين هو مانشستر سيتي (50 مليون جنيه استرليني) ثم توتنهام هوتسبير (45 مليون جنيه استرليني).
وفي اماكن اخرى كانت اثار السوق أكثر قسوة وذكر تقرير لمؤسسة ديلويت التي تقدم استشارات في عالم الاعمال ان الاندية الكبرى في بطولات الدوري الاربع الكبرى الاخرى في اوروبا انفقت فيما بينها مبلغا يقل عن اندية الدوري الانجليزي وحده.
وقال سيمون تشادويك وهو استاذ في استراتيجيات الاعمال الرياضية والتسويق بجامعة كوفنتري لرويترز "بشكل عام كانت سوق الانتقالات في اوروبا هادئة للغاية وكان اغلب النشاط في انجلترا في صورة صفقات انتقال على سبيل الاعارة او عقود قصيرة الأجل."
وفي ايطاليا هبط الانفاق بنسبة 43 بالمئة وبلغ نحو 29 مليون يورو (37.29 مليون دولار) مقارنة بعام 2008 وفقا لتوقعات اعلامية. وفي حالات عديدة لم يتم الكشف عن الارقام الرسمية للصفقات.
وانفقت الاندية الالمانية ما يزيد قليلا على 16 مليون يورو في صفقات انتقال 42 لاعبا. وحصل نادي هامبورج على نحو 14 مليون جنيه استرليني من بيع لاعبه نايجل دي يونج الى مانشستر سيتي لكنه استخدم قدرا قليلا من هذه الاموال لضم لاعبين.
وكان ريال مدريد هو النادي الاسباني الوحيد الذي انفق الكثير في يناير ودفع نحو 40 مليون جنيه استرليني لضم كلاس يان هنتيلار من اياكس امستردام ولاسانا ديارا من بورتسموث.
وقالت ديلويت ان مانشستر سيتي وهو اغنى اندية العالم والمملوك لمجموعة أبوظبي المتحدة سجل اعلى مستوى من الانفاق في يناير. وذكرت تقارير ان مانشستر سيتي انفق 50 مليون جنيه استرليني رغم فشله في ضم البرازيلي كاكا لاعب ميلانو الايطالي بعد ان قدم له عرضا قياسيا.
وفي ظل تزايد الشكوك حول الدخل القادم من مبيعات التذاكر وعقود الرعاية والبث التلفزيوني فان عقود الاعارة التي لا تفرض تكاليف طويلة الأجل على الاندية اصبحت من الحلول المعتادة.
وقال برونو ساتين رئيس وحدة كرة القدم في وكالة اي.ام.جي للادارة الرياضية "سوق انتقالات يناير كانت اكثر هدوءا من الماضي. لا يوجد اموال في السوق."
ورغم هبوط مستوى الانفاق على انتقالات اللاعبين الا انه لا يوجد اي مؤشر على تضييق الفجوة بين اندية اوروبا الغنية وبقية الاندية وهي قضية قال الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الأسبوع الماضي انها ضمن اولوياته هذا العام.
ودعا العديد من مسؤولي الاندية ومن بينهم كارل هاينز رومينيجه رئيس اتحاد الاندية الاوروبية لوضع سقف لمرتبات اللاعبين.
لكن جيوفاني بالاتسي رئيس وحدة ابحاث التسويق بشركة ستيدج اب للاعمال الرياضية في ايطاليا "وضع سقف لمرتبات اللاعبين لا يمكن العمل به في اوروبا بسبب اختلاف القدرات المالية للاندية."
واضاف ساتين الذي يعمل ايضا كوكيل لاعبين "في وظيفتنا تكمن المشكلة في ان عددا من اللاعبين يحصلون على اموال أكثر من قيمتهم الحقيقية... وضع سقف للمرتبات فكرة جيدة لكننا ما زلنا بعيدين عنها."
الأحد فبراير 08, 2009 12:11 am