هي دعوة وجهها إتحاد الكرة لكل الشعب المصري بعد بيانه يوم الثلاثاء 3 فبراير والذي أكد في مضمونه أن مصر غير قادرة على تنظيم بطولة كأس العالم حتى في عام 2022 أي بعد 13 عاماً من الآن.
لم يكن هذا البيان الصادر بعد أن نشرت وكالة رويترز خبر مفاده تقدم مصر بملف من اجل الفوز بتنظيم مونديال 2018 أو 2022 - لم يكن مجرد بيان لتوضيح موقف إتحاد الكرة أو لتكذيب الخبر الأخير، إنما اعتراف ضمني واضح بأن المنظومة المصرية بكافة مؤسساتها وملاعبها ومواصلاتها وفنادقها ستظل محلك سر حتى 2022 وربما لفترة أطول.
والغريب في هذا البيان أن إتحاد الكرة أكد أنه تقدم بالفعل باستفسار عن الشروط اللازمة للترشح، ولكن بعد أن أرسل له الإتحاد الدولي توضيحا بأن الترشح مقتصر على بطولة 2022، فأعتذر عن المشاركة، وكأن الإتحاد المصري كان يرى فرصة أفضل في المشاركة بسباق تنظيم مونديال 2018 !
وفي حقيقة الأمر أن إتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر أكد انه - إتحاد شجاع - خاصة وأنه من غير المعقول أن يتقدم إتحاد فشل حتى في تنظيم لوائحه الداخلية كما دلت واقعة اللاعب زيكاجوري الأخيرة – فشل في البدء في تنظيم ملف مصر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022.
أوضح اتحاد الكرة في بيانه أن الملاعب المصرية وعلى رأسها إستاد القاهرة الدولي - سوف تستمر تلك الملاعب "صفراً" حتى 2022.
وأوضح أيضاً أن إستاد برج العرب الذي كان ضمن ملف مصر لتنظيم مونديال 2010 سيظل مختبئاً في الظل حتى 2022.
وأكد إتحاد الكرة أيضاً أن الأشخاص اللذين يديرون الكرة المصرية في الفترة الحالية سيظلون في أماكنهم بالتناوب حتى 2022، مع الوضع في الاعتبار أن من يستنفذ فترة الثماني سنوات في الأشخاص الموجودين حالياً سيعين "مستشاراً للإتحاد".
وأضاف إتحادنا الموقر أن الفكر السائد في المنظومة الرياضية المصرية سيظل أيضا هو الفكر الذي أدار هذه المنظومة خلال صفر مونديال 2010 الشهير حتى 2022.
وبالتالي من حق السيد حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة أن يشعر بالراحة خاصة وأنه تأكد أنه سيظل في منصبه حتى 2022، ولن يلقى في كل حال من الأحوال مصير نظيره السيد علي الدين هلال.
ويكفي إتحاد الكرة نجاحه المبهر في عملية بث مباريات الدوري فضائياً، وأيضاً الإنجازات الكبيرة التي تحققها المنتخبات المصرية في عهده وعهد غيره، وحل كل المشاكل المستعصية التي تواجه الكرة المصرية وأهمها توفير الدعم لأندية الصعيد والأقاليم، بجانب توفير ملابس رياضية مناسبة للمنتخبات، وفي الختام الرقي بمستوى الأعلام الرياضي المصري عن طريق أعضاءه.
أما الشعب المصري فعليه أن – يتشاءم - كما أراد إتحاد الكرة أن يوضح في بيانه ويكفيه انه مازال يشاهد كرة قدم في مصر بالرغم من كل هذا الفساد والكوارث التي نسمع ونقرأ عنها يومياً، والتي لو كانت في أي دولة أخرى لكانت هذه الرياضة قد انقرضت منذ فترة .. لكن من الواضح أن الله أراد أن يشفق بحالنا، وأبى أن يمنع عنا آخر منفذ هواء في بلدنا حتى ولو كان ملوثاً !